رئيس التحرير : مشعل العريفي
 د.بدر بن سعود ال سعود
د.بدر بن سعود ال سعود

الحنان الدولي مع حزب الله

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

حسن نصرالله قال إن قرار المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري لا يهمه، ووصفه بغير الدستوري، رغم أنه وافق عليه واحترمه قبل عشر سنوات، وكانت المحكمة قد أصدرت حكم الإدانة ضد عنصر من عناصر حزب الله قبل أسبوع تقريباً، والملفت أن الحكم المهم قوبل ببرود في لبنان، والسبب انشغال اللبنانيين بانهيار الدولة الاقتصادي وأزمة كورونا وانفجار المرفأ، وباستئصال كامل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد.
سيد المقاومة المستأجر وبعد السنة الأولى لحرب تخليص اليمن من الحوثي واستعادة الشرعية في صنعاء، اعتبر صراعه مع المملكة قائدة التحالف العربي أهم من الصراع مع إسرائيل، ثم تأتي أستراليا وتميز بين الجناحين السياسي والعسكري في الحزب، فتجرم الثاني وتعترف بالأول، وكلاهما مرتبط بمجلس تنسيقي واحد بحسب الاستخبارات الهولندية.
المشكلة أن أمريكا نفسها لا تطالب بتفكيك الحزب وإنما بتحجيم دوره، وفرنسا تطلب التعامل معه بعقلانية، وتناست الدولتان تفجيرات السفارة ومقر البحرية الأمريكية في بيروت سنة 1983، والتي نفذها الحزب وراح ضحيتها 285 أمريكياً و85 فرنسياً، ونشاط الحزب الإرهابي امتد إلى بلغاريا والأرجنتين وأستراليا، وبلغت سخريته من التخريجات الغربية لتجميل سلوكه، إلى حد اعتبارها مجرد تبريرات لفتح قناة تواصل معه.
حزب الله أصدر فتوى من المرجعيات الشيعية تجيز المتاجرة بالمخدرات من الناحية الأخلاقية، وذلك في حالة بيعها للزنادقة الغربيين كجزء من الحرب ضد أعداء الإسلام، وقد استثمرت الفتوى في شرعنة تجارة الكوكايين والحشيش والكبتاغون في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأستراليا وأفريقيا وآسيا، ولم يستثن المسلمون والعرب والخليجيون، ويجوز أن هناك فتوى جديدة أضافتهم لقائمة الزنادقة، والحزب يعتمد بشكل كبير في مدخولاته على هذا النوع من التجارة، بالإضافة لمعونة إيران السنوية التي تصل لمئتي مليون دولار في المتوسط، وتقدر أرباحه من المخدرات بمئات الملايين في الشهر الواحد.
الصحوة الشيعية في ستينات وسبعينات القرن الماضي علاوة على ثورة الملالي، كانت سبباً رئيسياً في وجود حزب الله، وكان التمثيل الشيعي في لبنان، قبل هذا التاريخ محصوراً في حركة أمل، ودخل الحزب إلى الحياة البرلمانية باثني عشر مقعداً في 1992، ولأن الحكومة قررت إقالة المسؤول عن مطار بيروت في 2008، وهو من المحسوبين على حزب الله، قامت عناصره باستعراض قوتها وسيطرت على معظم المناطق في بيروت، فتراجعت الحكومة واتفقت على تقاسم السلطة معه، وأعطته نسبة الثلث المعطل، الذي يمكنه من استخدام حق الفيتو لإسقاط قرارات الحكومة، وفي رأيي، إنقاذ لبنان يحتاج إلى جهد عربي ودولي لتخليصه من حزب الشيطان، وبما يحقق اقتلاعه من جذوره ومحوه من الخارطة السياسية، فقد تغول لدرجة لا تنفع معها الحلول التبسيطية والمبادرات الهزيلة.
نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up